تعتبر المحاسبة والعمليات المالية العمود الفقري للمؤسسات والشركات، لكونها تلعب دورا محوريا في تنظيم وتوثيق الأنشطة المالية، حيث تسعى المؤسسات من خلالها إلى تحقيق التوازن بين الحسابات المدينة والحسابات الدائنة، وبالتالي ضمان أداء مستقر ماليا.
سنشرح في هذا المقال الفرق بين المدين والدائن، والطريقة التي يتم فيها تصنيف الحسابات المالية المختلفة، بالإضافة إلى أمثلة متنوعة تساعدك على فهم هذين المفهومين الأساسيين بشكل تام. تابع للنهاية!
المدين هو الطرف أو الجهة التي تلتزم بدفع مبالغ مالية محددة أو تأدية خدمات معينة في المستقبل، وذلك مقابل حصولها مسبقا على قرض أو خدمات أو بضائع.
يتم التعبير عن المدين من خلال حساب يبين قيمة الدين الذي يجب سداده، ومن أمثلته:
بإمكانك أن تقرأ عن الشجرة المحاسبية من خلال هذا الرابط
الفرق بين المدين والدائن أن الدائن هو الجهة أو الطرف الذي ينتظر استرداد مبالغ مالية أو خدمات معينة في المستقبل، وذلك لقاء تقديمه قروضاً أو خدمات سابقة.
يتم التعبير عن الدائن من خلال حساب يبين قيمة الديون المستحقة التي سيتم تحصيلها مستقبلا، ومن أمثلته:
يمكننا شرح الفرق بين المدين والدائن من خلال بيان العلاقة بينهما، وهي أن الدائن هو الطرف المانح والمدين هو الطرف الآخذ، وبالتالي يكون المدين هو الطرف الذي يترتب عليه دين أو التزام معين، ويطالب بتسديده للدائن.
بإمكانك أن تقرأ عن ما هي الإيرادات من خلال هذا الرابط
إن إسباغ صفة المدين أو الدائن على الحسابات المالية يعتمد على نوعية العمليات المالية التي تتم بين الأطراف المختلفة، وكيفية تأثيرها على هذه الحسابات، وذلك من خلال تطبيق مبدأ القيد المزدوج، ويمكننا توضيح الفرق بين المدين والدائن من خلال الحالات التالية:
مثلاً عند إضافة مبلغ نقدي إلى حساب الأصول مثل المعدات، يصبح الحساب مديناً، أما عند خصم المبلغ من حساب النقدية يصبح الحساب دائناً.
في حالة تداول المبالغ يمكن أن تكون الحسابات دائنة ومدينة بحسب المعاملة المالية الجارية.
فمثلا يكون الحساب مدينا عندما يستحق إضافة مبلغ مالي من حساب آخر، بينما يكون الحساب دائنا عندما يُخصم منه مبلغ مالي، وبذلك تتم المحافظة على توازن الحركة المالية بين الحسابات.
ثالثاَ: طبيعة الحسابات
يكون الفرق بين المدين والدائن بحسب طبيعة الحسابات وموقع الشركة، ونوضح ذلك من خلال الأمثلة التالية:
بإمكانك أن تقرأ عن ما هي الإيرادات من خلال هذا الرابط
توجد خمسة حسابات مالية أساسية لأي مؤسسة يظهر من خلالها الفرق بين المدين والدائن، ويعتمد عليها في تسجيل وتلخيص الأنشطة المالية، وتختلف طبيعتها باختلاف العمليات المالية، وهذه الحسابات هي:
هي الموارد القيّمة المملوكة من قبل المؤسسة، وتحقق لها منافع اقتصادية، ولها نوعان:
تكون حسابات الأصول مدينة غالبا، ويظهر الفرق بين المدين والدائن بأنها قد تكون دائنة في بعض الحالات مثل حالات البيع، فمثلا عند شراء أصل جديد مثل مبنى يعتبر حساب المبنى مدينا، ولكن إذا تم بيع أحد الأصول مثل الأرض فهنا يصبح الحساب دائنا.
هي الالتزامات أو الأموال المستحقة على المؤسسة لجهات أخرى، ويتوجب سدادها في المستقبل، ولها نوعان:
تكون حسابات الخصوم دائنة غالبا في حالات الزيادة، لكنها تكون مدينة في حالة النقصان، وهذا هو الفرق بين المدين والدائن.
هي حقوق المالكين في المؤسسة من صافي الأصول، ويتم حسابها بطرح الخصوم من الأصول، وتتكون من رأس المال المدفوع من قبل الملاك أو الشركاء، والأرباح المحتجزة التي لم يتم توزيعها على المستثمرين.
حسابات حقوق الملكية ذات طبيعة دائنة غالبا حيث يتوقع حدوث زيادة دائمة في هذه الحسابات، ولكن في حال حدوث نقصان تعتبر الحسابات مدينة.
هي مجمل المكتسبات التي تحققها المؤسسة، ولها نوعان:
نلاحظ الفرق بين المدين والدائن بأن حسابات الإيرادات ذات طبيعة دائنة غالبا حيث يتوقع حدوث زيادة دائمة في هذه الحسابات، ولكن في حال حدوث نقصان تعتبر الحسابات مدينة.
هي التكاليف التي ترافق العمل المؤسسة، والخسائر التي تتكبدها أثناء نشاطها، ولها نوعان:
تكون حسابات المصروفات مدينة دائما، لأنها تسبب نقصا في الإيرادات وحقوق الملكية.
بعد معرفة الفرق بين المدين والدائن والاطلاع على الحسابات الرئيسية الخمسة، يمكننا تحديد طبيعة الحساب من خلال الخطوات التالية:
ويمكن تلخيص ما سبق في الجدول التالي:
الفرق بين المدين والدائن هو المبدأ الأساسي في نظام القيد المزدوج، الذي تعتمد عليه معظم الأنظمة المحاسبية الحديثة، حيث يتم فيه تسجيل جميع العمليات المالية المنجزة والتي تؤثر على حسابين مختلفين على الأقل، والتأكد من توازن المعادلة المحاسبية الأساسية التالية:
الأصول = الخصوم + حقوق الملكية
ولتحقيق هذه المعادلة يتم تسجيل كل معاملة مالية مرتين، مرة في الجانب الأيسر المدين ويزداد عندما تزيد الأصول أو المصروفات وتقل الخصوم أو الإيرادات، ومرة في الجانب الأيمن الدائن، ويزداد عندما تزيد الخصوم أو الإيرادات وتقل الأصول أو المصروفات.
يجب أن يكون الفرق بين المدين والدائن معدوما، أي مجموع القيود المدينة مساوياً لمجموع القيود الدائنة، لكي يتحقق التوازن المالي للمؤسسة.
بعد توضيح الفرق بين المدين والدائن، قد تكون بحاجة إلى أمثلة تساعدك على فهم الحالات المتنوعة للعمليات المالية، وكيفية تحديد نوع الحساب، إليك بعضاً منها:
قامت مؤسسة معينة بشراء معدات جديدة بقيمة 7000 ﷼ نقداً، وبالتالي حدثت زيادة في الأصول متمثلة بالمعدات الجديدة بقيمة 7000 ﷼، وحدث نقصان في النقدية بالقيمة نفسها.
وبناء عليه فإن المعدات هي الطرف المدين والنقدية الطرف الدائن، ويتم تسجيل العملية في دفتر اليومية بالشكل:
دفعت مؤسسة معينة رواتب موظفيها بمبلغ قدره 3000 ﷼ نقدا، والفرق بين المدين والدائن هنا أن هناك نقصانا قد حدث في النقدية بقيمة 3000 ﷼، وزيادة في المصروفات بالقيمة نفسها.
وبناء عليه فإن المصروفات هي الطرف المدين والنقدية هي الطرف الدائن، ويتم تسجيل العملية في دفتر اليومية بالشكل:
سددت مؤسسة معينة مبلغا قدره 2000 ﷼ نقداً للبنك كجزء من قرض سابق، وبالتالي الفرق بين المدين والدائن هو حدوث نقصان في الخصوم المتمثلة بالقرض بقيمة 2000 ﷼، وأيضا نقصان في النقدية بالقيمة نفسها.
وبناء عليه يكون القرض هو الطرف المدين والنقدية هي الطرف الدائن، وتسجل العملية في دفتر اليومية كالتالي:
قامت مؤسسة معينة ببيع بضاعة بقيمة 6000 ﷼ على أن يكون الدفع آجلا لأحد العملاء، وبالتالي حدثت زيادة في الحسابات المدينة (العميل) بقيمة 6000 ﷼، وزيادة في الإيرادات بالقيمة نفسها.
وبناء عليه فإن العميل هو الطرف المدين والإيرادات هي الدائن، ويتم تسجيل هذه العملية في دفتر اليومية بالشكل:
استلمت مؤسسة معينة مبلغا قدره 4000 ﷼ نقدا مقابل إيجار مقدما، وبالتالي حدثت زيادة في النقدية بقيمة 4000 ﷼، وزيادة في الخصوم (إيرادات مؤجلة) بالقيمة نفسها.
وبناء عليه تكون النقدية هي الطرف المدين والإيرادات المؤجلة هي الطرف الدائن، ويتم تسجيلها في دفتر اليومية كالتالي:
نلاحظ مما سبق أهمية الفرق بين المدين والدائن في المحاسبة، لأن أي خلل في تصنيف الحسابات المدينة والدائنة، قد يسبب مشاكل كبيرة تؤدي إلى أخطاء كارثية تعيق سير العمل في المؤسسة وتضر بسمعتها.
عند استخدام برنامج رايتو للحسابات وإجراء المعاملات الحسابية، ستجد أن القيود اليومية يتم انشاؤها بشكل تلقائي والذي بدوره يُرحل المعاملة لحساب المدينون أو الدائنون في دليل الحسابات، وبذلك ستتمكن من تسجيل تلك الحسابات بدون أي مجهود؛ إذا أردت برنامج ERP احترافي يقوم بحساب كافة المعاملات الحسابية في منشأتك؛ برنامج رايتو المقدم من شركة رايتو للحلول البرمجية خيارك الأمثل!